المسلمين والمسيحين والوحدة ومحاربة الفساد
مقدمة:
الوحدة الوطنية مفهوم يتألف من عنصري الوحدة و الوطنية ، وأن مجموع هذين العنصرين يشكل هذا المفهوم ، فالوحدة تعنى تجميع الأشياء المتفرقة في كل واحد مطرد ، أما مفهوم الوطنية فقد اختلف فيه الباحثين ، أن الوطنية هي انتماء الإنسان إلى دولة معينة ، يحمل جنسيتها ويدين بالولاء إليها ، على اعتبار أن الدولة ما هي سوى جماعة من الناس تستقر في إقليم محدد وتخضع لحكومة منظمة.
وهي تعنى حب الوطن بسبب طول الانتماء إليه ، وأنها تختلف بحسب رأيه عن القومية بما تعنيه من حب للأمة بسبب ترابط أفرادها ببعضهم البعض، بسبب الاعتقاد ، أو وحدة الأصل ، أو الاشتراك بالغة والتاريخ والتماثل في ذكريات الماضي ، لكن بحسب رأيه أن هناك توافق بين الوطنية والقومية على اعتبار أن حب الوطن يتضمن حب الأرض والوطن ، وأن الوطنية تنطبق على القومية بشرط أن يكون الوطن هو مجموع الأراضي التي تعيش عليها الأمة وتدير سياستها الدولة ، ومثال عليها انطباق الوطنية العربية على القومية العربية ، إضافة إلى انطباق القومية الألمانية على الوطنية الألمانية على كل من جزأي ألمانيا ( الشرقية ، والغربية ) خلال فترة الحرب الباردة ، ورغم ذلك قامت ينهما علاقات دبلوماسية دولية ، كما لو كانتا دولتين مختلفتين تماماً .
ولن يستطيع الدهر تفريق بيننا وإن جر قوم بالسعاية ما جروا
ونعم لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يفرق بين عنصري الأمة : المسلمين والمسيحيين فنحن جميعًا دافعنا عن وطننا مصر لا فرق بين مسلم ومسيحي كما قال الشاعر :
إذا مــا دعــت مــــصـــر ابنـــها نهض لنجدتها سيان مرقس أو عمرو
ألم ترنا في كــل عـــيـــد ومـــوسم حليفي ولاءٍ لا جــفــاء ولا هــــجــــر
فنحن متعاهدون على الحب والوفاء والإخلاص منذ القدم فلقد وقفنا صفا واحدا في ثورة 1919 تحت قيادة الزعيم سعد زغلول وقد خرج الجميع : مسلمون ومسيحيون متحدين لمقاومة الاحتلال وقد عبر الشاعر على الجارم عن ذلك الاتحاد قائلا :
وغدا الصليب هلالاً في توحدنا وجمّع القوم إنجيل وقـــــرآن
ولم نبال فروقاً شتتت أممــــــاً عدنان غسان أو غسان عدنان
والإسلام دين السلام وقد دعا الإسلام إلى التسامح والعيش في محبة مع إخواننا من الديانات الأخرى وقال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا يدل على ما نقوله فقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى معاملة الآخرين معاملة حسنة بأن نحسن إليهم وأن نتعامل معهم بالعدل ، هذا بالإضافة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من آذى ذميًا فقد آذاني ) وفي النهاية يجب علينا أن نقف يدا واحدة في مواجهة الإرهاب ونعمل على نبذ التطرف من قلوبنا وأن ندافع عن مصر ونضحي بأنفسنا وأرواحنا من أجلها حتى يعم السلام أرض بلادنا العزيزة وندعو الله سبحانه وتعالى أن يقينا شر المحن والفتن كما قال الشاعر :
وقاك الله يا وطني من الآفات والمحن
وصانك يا حمى الإسلام من شر ومن فتن
فداؤك مهجتي أبداً ولست أمنٌ بالثمن
والإرهاب خطر عالي إن الأعمال الإرهابية لا يقرها دين من الأديان السماوية ، ولا صلة لها بالإلام ، وهي أعمال تستهدف الإنسانية بأسرها ، وتهدد مشاعل التنوير والحضارة التي تعتز البشرية بتراثها . العناصر قال الله تعالى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (32) سورة المائدة) وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الزوال الدنيا جميعاً أهون على الله – تعالة – نم دم سفك بغير حق ) . إن الأفعال الغادرة التي يرتكبها بعض السفاحين لا يقرها دين من الأديان ، ولا عقل من العقول السليمة ، ولا مسلك من مسالك الرجولة الصحيحة ، وإنما هي أعمال أملاها الشيطان وأعوانه على هؤلاء القلة الضالة . إن ما يفعله هؤلاء المجرمون لا صلة له بالإسلام الذي هو دين سماحه وتراحم ، يحترم آدمية الإنسان ، ويرفض العنف بكل صوره ، ولا يجيز العدوان على أحد مهما كان معتقده أو جنسيته طالما لم يصدر عنه عدوان .
ـ إن الإرهاب خطر جسيم بل مرض لعين أصاب العالم أجمع ولم تفلت منه أي دولة مهما كانت قوية أم ضعيفة غنية أم فقيرة من الوقوع في براثنه ومخالبه والإرهاب مصدر للفعل أرهب بمعنى أخاف إذن مفهوم الإرهاب هو ترويع الآمنين وزعزعة الأمن والاستقرار في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وأيضاً من أهداف ضرب الاقتصاد الوطني والسياحة في مقتل وكذلك ضرب الوحدة الوطنية بين أبناء الأمة تلك الوحدة التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ الذي يشهد على أصالة أبناء مصر الأوفياء مسلمين ومسيحيين يدافعون عن كل ذرة من تراب الوطن بكل غال ونفيس . ومن الجدير بالذكر القول بأن شجرة الإرهاب مهما طال بها العمر فلابد أن تقتلع من جذورها ولكل عمل إجرامي أوان ، ومهما طال الليل فلابد للفجر أن ينجلي وبالنسبة للإرهاب ليس له وطن محدد وليس له زمن ولا أشخاص محددة بل هم فئة مأجورة يتسترون تحت قناع الإسلام والإسلام منهم براء لأ، الله تعالى يقول في كتابة العزيز ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الإرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) ويقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله تعالى من دم سفك بغير حق ) صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إن الأفعال الغادرة التي يتركبها بعض السفاحين لا يقرها دين من الأديان ولا عقل من العقول السليمة ولا مسلك من مسالك الرجولة الصحيحة وإنما هي أعمال أملاها الشيطان وأعوانه على هؤلاء القلة الضالة وخفافيش الظلام ، كما أن ما يفعله هؤلاء المجرمون لا صلة له بالإسلام الذي هو دين السماحة والتراحم والذي يحترم آدمية الإنسان ويرفض العنف بكل صورة ولا يجيز العدوان على أحد مهما كان معتقده أو جنسيته طالما لم يصدر عنه عدوان إن السكوت على الجناة معرة كبرى تحطم عز كل بلاد فبأي دين وبأي قانون وبأي عرف أو بأي عقل يعتدي على الأبرياء بطرق إجرامية اتسمت بالغدر والخسة والحقارة والحقد الأسود . إن ما تفعله أمريكا على أرض العراق يمثل قمة الإرهاب والإجرام وما تفعله إسرائيل مع الشغب الفلسطيني يمثل قمة الإجرام والعمل الإرهابي ونحن نتعجب مما تفعله أمريكا من تدمير حضارات عريقة وقلب موازين الحكم وإبادة شعب العراق وتقول إن أهل الإسلام هم إرهابيون ويلصقون التهم بالإسلام والمسلمين ويسيئون إلى رمز الأمة رسولنا الكريم ويقولون إنها أمه كافرة وهذه الأعمال قد زادت من حدة التوتر والعنف في كل مكان في العالم والسبب الحقيقي للإرهاب هي أمريكا التي زرعت الأحقاد والفتن بين أبناء الوطن العربي والأمة الإسلامية لقد آن الأوان أن يتحد العرب والمسلمون للدفاع عن مقدساتهم والضرب على أيدي المفسدين الخارجين على النظام والمأجورين من قوى خارجة لإشاعة الفوضى والخوف وتشويه صورة مصر أمام العالم . لقد مرت مصر بمحن كثيرة ومحاولات إرهابية قضت على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب واستهدفت رموز هذه الأمة وعلى رأسها الزعيم مبارك في حادث أديس أبابا وحوادث كثيرة مثل الأقصر وحادث الإسكندرية والإعتداء على الكنائس والأخوة الأقباط وكذلك حادث طابا ودهب بسيناء وتناقلت الأخبار كل الوكالات العالمية للأنباء واستنكر العالم كله مثل هذه الأعمال التخريبية التي هدفها ترويع الأمن وضرب السياحة وتحويل مسار السياح عن مصر بلد الحضارة والسحر والجمال . بفضل ما بذلته مصر من أجل القضاء على هذه الظاهرة تم التوقيع على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وأجمع العرب على تنفيذ بنودها . وعلى الرغم من كل هذه الحوادث الإرهابية ستبقى مصر شامخة ترنو إلى المستقبل المرجو رغم أنف الحاقدين وسيبقى شعبها آمناً مطمئنناً وتبقى مصر واحة الأمن والآمان التي قال عنها رسول الله ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) وقد ذكرها الله في القرآن الكريم مرات عديدة بالخير والنماء والأمن وهذا يتطلب توجيه إلى أجهزة الأمن والداخلية بقيادة اللواء حبيب العادلي وجنوده بأن تكون الدواعي الأمنية أعلى من ذلك ومتابعة المجرمين في كل مكان وهذا لا يقلل من كفاءة أجهزة الأمن فهم عيون مصر الساهرة على أمنها وهم حماة الوطن والدرع الواقي لها حفظكم جميعاً وحفظ مصر من كل مكروه وكما يقول الشاعر وما رماني رام وراح سليما من قديم عناية الله جـندي كم بغت دولة علىّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدي
الخاتمة:
نلاحظ مما سبق أن هذا البحث قد أوضح اختلاف مفهوم الوحدة الوطنية في الدولة بين المنظرين والقادة السياسيين ، بسبب اختلاف أيدلوجيات وثقافات وبيئات كل هؤلاء عن بعضهم البعض ، لكن اتفقوا جميعاً على أن الوحدة الوطنية ، هي انصهار جميع أبناء الشعب في بوتقة واحدة وكيان واحد ، وعدم وجود أي صراع فيما بينهم ، بحيث يؤمن الجميع أنهم أبناء وطن واحد ، إلا أن وسيلة تحقيق ذلك قد اختلف معظم الباحثين حولها ، فبعضهم رأى أن اللغة هي مصدر الوحدة الوطنية ،وبعضهم الآخر رأى أن إيمان الشعب بالحاكم وطاعته هي أساس هذه الوحدة ، وبعضهم رأى أن الإرادة الحرة للأفراد هي التي تصنع الوحدة الوطنية ، وآخرون رؤوا أن إنهاء الصراع الطبقي في المجتمع هو السبيل إليها ، وعلى هذا فان للوحدة الوطنية هدف واحد لكن وسائلها قد اختلفت باختلاف الباحثين نتيجة اختلاف أوضاعهم عن بعضهم البعض.
الفهرس والمراجع
1- مقدمة
2- الاتحاد بين المسلمين والمسيحين
3- من المخاطر التى مرت على المجتمع
4- مصادر الفتنة الطائفية
5- مشاركة جميع فئات المجتمع فى الوطن
6- الخاتمة
7- الفهرس والمراجع
المراجع:
موقع ويكبيدا
مواقع النت
1. سليمان محمد الطماوي ، الوحدة الوطنية ، ، القاهرة : مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1974
2. عبد الرحمن خليفة ، أيديولوجية الصراع السياسي ، القاهرة : دار المعرفة الجامعية ، 1999
2. عبد الرحمن خليفة ، أيديولوجية الصراع السياسي ، القاهرة : دار المعرفة الجامعية ، 1999
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق